حصة إنجليزى......

اليوم ليس يوما عاديا , انه اليوم الاول للمدرس الجديد.. مدرس اللغة الإنجليزية , واللغة الإنجليزية , من احب واقرب المواد إلى قلب الولد ريعو..

دخل المستر الفصل.. بادله التلاميذ تحيه المعلم.. وأول شىء تعلموه منه ان تكون تحيه حصة اللغة الإنجليزية بـ الإنجليزية..

هالو بويز.. هالو مستر.. سييدون.. ثانك يو مستر..

وكم راق هذا الاسلوب الى قلب الولد ريعو وجعله يمتلىء حماسه اكثر لحصة اللغة الإنجليزية والمعلم الجديد..

وقبل ان يبدء المعلم مهمته التربوية.. طلب من تلاميذه التخلى عن كراستهم القديمة.. والبدء فى كراسة جديدة..

خاصة وانه لم يفت على بدء العام الدراسى شهر واحد.. ولم يعطهم المدرس القديم سوى ثلاثة دروس.. يسهل نقلهم..

البعض كان مستعدا بكراسة جديدة احتياطية والبعض كتب فى القديمة على ما تفرج بالجديدة..

اخرج ريعو كراسته الجديدة فى همة وعزم شديدين وبدء يدون خلف الاستاذ كل ما يكتبه على السبوره..

وراح يتفنن ويشكل الكلمات.. بالأزرق والأحمر والأخضر.. ويبدع فى تزييل اركان الصفحة بالرسم والنقوش.. حتى يبدو تلميذا مجتهدا نظيفا منظما..

وقبل نهاية الحصة بخمس دقائق.. طلب الاستاذ ان يتقدم كل تلميذ بكراسته ليعطه درجة تشجيعيه على حسن الخط...

فقفز ريعو من مكانه برشاقه ونجح فى الوصول إلى المستر قبل الجميع..

وقف الصغير وقلبه يمتلىء فرحاً وحماسه.. بأنتظار درجة كبيرة وكلمه تشجيعيه تدفعه نحو مزيد من حب اللغة واستاذها

بينما الاستاذ ينظر فى كراسته بغرابة شديدة !

لاحظ الصغير تبدل وجه الاستاذ.. " يبدو انه سينكل بى بدلا من ان يمدحنى ! "

ولم يلبث عقل الصغير فى خيالاته وخواطره حتى كانت عصا الاستاذ قد نالت من كل منطقة فى جسده..

وراح يتفوه بعبارات إنجليزية غير مفهومه.. " شكله كدا بيشم " !

وريعو كالكورة الجلد يتهبد ويتنطط تحت يد الاستاذ وعصاه الخرزان وصراخه يعلو ارجاء الفصل..

ولسان حاله يقول : لا افهم لماذا يعاقبنى بدلا من ان يمدحنى !

بعد ان هدأت ثورة الاستاذ قال فى غيظ شديد للولد ريعو.." خد عيد كل ده من تانى "

ريعو كأن صاعقه نزلت عليه من السماء.. " اعيده !! .. كله !! .. ليه يا استاذ !! "

الاستاذ فى حنق وضيق " دى حصة لغة إنجليزية يا ولد.. يعنى الكتابة من الشمال لليمين.. مش من اليمين.. هو عربى يا ابنى !!